هل تمثل الشعبوية خطرا على الديموقراطية في الغرب؟ – أ. يان ورنر مولر
في بحثه حول الشعبوية يتساءل أستاذ العلوم السياسة Jan Werner Muller في جامعة برينستون في الولايات المتحدة عن الشعبوية: العنة هي على الديموقراطية ام رحمة؟ نظرته الى هذه الظاهرة واضحة اذ يرى ان الشعوبيين يمثلون خطرا على الديموقراطية لكونهم يَرَوْن انهم وحدهم من يمثل الشعب ويدافع عن حقوقه و يحمي مصالحه و اذا ما كتب لهم ان وصلوا الى الحكم رموا المعارضين بالخيانة و عملوا على إقصائهم . بهذا الشكل فالشعبويون يمثلون خطرا حقيقيا على الديموقراطية.
المثقفون و مقاومة الشعبوية يرى مولر ان المثقفين و العلماء من حقهم ان يناهضوا التيار الشعبوي دفاعا عن قيم الديموقراطية.
لماذا تمثل الشعبوية خطرا على الديموقراطية؟
حسب مولر فان الشعبوية نقيض التعدد السياسي و لا يمكن للديموقراطية ان تكون بدون تعدد حزبي. ان الشعوبيين حين يخسرون في الانتخابات يعزون خسارتهم دائما لخلل في المؤسسات! الم يقل ترامب : “اذا فازت كلينتون فانما ستكون قد فازت بتزوير الانتخابات فقط. و من قبله زعم زعيم اليمين المتطرف هايدر ان التيار اليميني المتطرف لا يمكن ان يخسر لانه يمثل أغلبية الشعب. هكذا يزع الشعوبيون الشك في الديموقراطية و مؤسساتها. قد ننتقد النظام الديمقراطي و تكون لك مآخذ عليه، لكن ليس بحجة انه يعرقل نجاحك في الانتخابات لأنك تمثل أغلبية الشعب و كان يجب ان تفوز. ايضا من ميزات رفض التيار الشعبوي للتعدد انه يعمد الى زرع الكراهية تجاه الأقليات و يعمل على حرمانها من المواطنة على قدم المساواة مع فئات الشعب الاخرى. و بذلك يحرم الأقليات من المشاركة السياسية حتى و ان كانوا يحملون الهوية الوطنية.
يرى مولر ان أسباب صعود الشعبوية اختلف باختلاف البيئات السياسية لكل بلد و لا يمكن ان يجوز التعميم فصعود مارين لوبان له جذور مختلفة عن تلك التي أدت الى فوز ترامب في أمريكا مثلا.
حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة يذهب مولر الى ضرورة الدخول معها في مناظرات مفتوحة و عدم عزلها لان ذلك سيعطي لها مبرر لادعاء ان النخب السياسية
بعزلها للتيار الشعبوي تقصي الشعب كله عن حقه في صنع قراره السياسي
ترجمة: موند24