مدينة جرادة الى اين في ظل الاحداث الاخيرة

لا تكاد الاحتجاجات الاجتماعية بالمغرب تنطفئ حتى تشتعل مرة أخرى، فمباشرة بعد اندلاع احداث جرادة انتاب العديد تخوف من تكرار سيناريو أحداث الحسيمة في ظل تشابه عدد من المعطيات بين الملفين، خاصة وان كلا الحدثين كان سببه الوفاة الحسيمة مقتل السماك وفيما يخص جرادة فكانت نتيحة الاحتجاجات عقب وفاة شقيقين في حادث عندما كانا يسعيان لجمع الفحم من منجم مهجور، لتنطلق بعد ذلك الشرارة بين السكان الذين يطالبون بالعيش الكريم والتشغيل والتنمية والكرامة وبدائل اقتصادية حقيقية.

واحتشد آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية والأحياء الشعبية لمدينة جرادة، من أجل الاستمرار في التعبير عن غضبهم واستيائهم من الأوضاع الكارثية التي تجتازها المدينة إلى غاية تحقيق مطالبهم “العادلة والمشروعة”، وعلى رأسها خلق بديل اقتصادي عاجل وآني

ولكن الخطأ الوحيد والكبير في نفس الوقت هو أن المحتجين لم يعطوا أي فرصة لتنزيل الالتزامات الحكومية على أرض الواقع، الا ان هذا الامر لم يكن كافي للمحتحين خاصة بعد تزايد حالات الوفيات داخل هذه الابار التي استدعى تدخل الدولة بشكل فوري لاغلاق المئات من هذه الابار للحد من ازهاق الارواح كما تعتبر الحكومة أنها قامت بواجبها في ملف جرادة من خلال الالتزامات التي قطعتها على نفسها بعد زيارات وحوارات لوزراء ورئيس الحكومة للمنطقة، وتشدد على أنه من الواجب على المحتجين إعطاء الفرصة للسلطات من أجل الشروع في تنزيل تلك البرامج، خاصة وأن بعض الإجراءات قد تم تفعليها على أرض الواقع.

وجدير بالذكر أن النشاط المنجمي يشكل المورد الرئيسي لسكان جرادة الذين تراجع عددهم من 60 ألفا إلى أقل من 45 ألف نسمة نتيجة اغلاق المناجم التي كانت مصدر عيش السكان.

ورغم غلق المنجم فإن “قسما مهما” من سكان جرادة “يغامر بحياته ويذهب لاستخراج الفحم الحجري من مناجم مهجورة وبالرجوع الى اسباب الازمة فيظهر جليا أنها أزمة متشابكة امتدت طويلا في الإقليم، جراء استفحال مظاهر الهشاشة والفقر، وتردي البنية التحتية، وارتفاع أسعار الماء والكهرباء، وهو ما ولد شكاوى مستمرة عند السكان.

وقد استغل البعض موضوع احداث جرادة لترويج صور في بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، عمدت إلى ترويج صور لأشخاص مصابين بجروح في أحداث إجرامية مختلفة، وأخرى توثق لوقائع جرت ببعض مناطق الشرق الأوسط والادعاء كذبا أنها تتعلق بأعمال عنف ممارسة من قبل القوات العمومية بإقليم جرادة.

وتعد هذه الأفعال والادعاءات المغرضة التي من شأنها تضليل الرأي العام والتأثير سلبا على الإحساس بالأمن وإثارة الفزع بين المواطنين، نفس الشيء تم في احداث الحسيمة حيث تم عمدا نشر صور من سوريا وفلسطين على انها من الحسيمة.

مكتب التحرير

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *