ماهي دواعي هجوم المتطرف فليدرز على الجالية المغربية بالذات في هولندا؟
لا شك ان كل المغاربة بصفة عامة والمقيمين بهولندا بصفة خاصة على دراية تامة بالهجمات الشرسة الذي يقوم به العنصري و المتطرف فليدرز ضد الجالية المغربية المقيمة بهولندا، الذي يتعمد في كل خرجاته الاعلامية الى سبهم ونعتهم بابشع العبارات كالحثالة ووووو، دون ان نسى التهديدات التي يطلقها من قبيل انه سيقوم بطردهم من هولندا وارجاعهم الى بلدانهم، وكان اخر تلك التصريحات التي اطلقها في حملته الانتخابية منذ ايام قليلة حيث تعهد اليميني المتطرف خيرت فيلدرز مجددا الجالية المغربية، عندما قال انه سيتخلص من “الحثالة” من شبابها على حد قوله كما قال بالحرف الواحد :
“إن أردتم استرجاع بلدكم، وأردتم أن تجعلوه بلدا للهولنديين…” وذلك اشارة منه للصويت عليه.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها فيلدرز الجالية المغربية، حيث صدرت عنه تصريحات مسيئة لها، أدين على خلفيتها قضائيا بعد ان تابعته جمعيات مغربية بهولندا على هذه التصريحات، مع العلم ان الجالية المغربية تحتل المرتبة 2 بعد الجالية التركية (بفارق بسيط)، ورغم ذلك فكل هجمات هذا المتطرف والعنصري ضد المغاربة فقط.
والسؤال الذي يطرح هنا لما يهاجم فيلدرز الجالية المغربية فقط؟
للاجابة على هذا التساؤل نستعين ببعض ما جاء في دراسة اعدتها احد القنوات الفرنسية على صفحاتها التي جاء فيها :
…… من بين أسباب استهداف اليمين المتطرف للجالية المغربية، خاصة في المناسبات الانتخابية، إلى كون فليدرز يستخدم بعض الأرقام التي تنشرها وسائل الإعلام المحلية حول انتشار الانحراف في أوساط شبابها، حيث أن نسبة كبيرة من هؤلاء لهم سوابق قضائية، وفق ما تتحدث عنه تقارير أمنية هولندية حسب زعمه، كما أن الذين التحقوا بتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق معظمهم ينحدرون منها.
لكن ريان لفت إلى مسألة، في غاية الأهمية، أن هؤلاء الشباب الذي يتحدث عنهم خيرت فيلدرز، “هم فئة من الشباب الهولندي بالدرجة الأولى، ولدوا وترعرعوا في هذا البلد الأوروبي، وليس لهم أية علاقة ببلدهم الأصلي”، باستثناء التوجه إليه لقضاء العطل. ويتهم فيلدرز هؤلاء الشباب في خطابه الشعبوي بأنهم “حولوا الشوارع والمدن الهولندية إلى مناطق غير آمنة”.
وفي ديسمبر الأول من العام الماضي أدين فيلدرز، الذي طالب بمنع القرآن وإغلاق أبواب المساجد في هولندا، إثر تصريحات له مسيئة للجالية المغربية. وكان هذا السياسي المتشدد قال في خطاب له أمام مؤيديه “إن كانوا يريدون المزيد من المغاربة أم لا في مدنهم وفي هولندا”. وجاء الحكم على خلفية دعوى رفعها ائتلاف يضم مجموعة من الجمعيات المغربية.
تصريحات تواجه بالإدانة من قبل الطبقة السياسية التقليدية
ويختار اليمين المتطرف الهولندي اللعب على ورقة الهجرة والإسلام كما أصبح مألوفا في البلدان الأوروبية، والتعاطي معها بمقاربة أمنية دون أن يحاول الخوض في الأسباب الحقيقة التي أدت بالكثير من الشباب إلى الانحراف. ويشير ريان بهذا الخصوص إلى أن أكثر من 80بالمئة من الشباب المنحدر من أصول مغربية في عطالة.
وتواجه تصريحات فيلدرز المعادية للمهاجرين أو الهولنديين المنحدرين من أصول أجنبية، وخاصة المغاربة بالدرجة الاولى، بتنديد واسع من قبل الطبقة السياسية التقليدية، التي ترفض سياسته التمييزية بين مكونات المجتمع الهولندي كما هو شأن “الحزب الديمقراطي 66″، وحزب اليسار الأخضر.
وتشير استطلاعات الرأي أن حزب “الحرية” الشعبوي، يمكن أن يتصدر الانتخابات المقبلة بفارق بضعة مقاعد عن الحزب الليبيرالي الذي يقود الحكومة الحالية، ما خلق شعورا من القلق لدى الجاليات المسلمة في هولندا، ولاسيما المغاربة، حيث تقوم الجمعيات بتعبئة واسعة لدعوة المجنسين للإدلاء بأصواتهم في يوم الاقتراع للمساهمة في قطع الطريق على اليمين المتطرف.