قصة إضراب عمال تصنيع السيارات في أميركا وخسائر بالمليارات!

أضرب الآلاف من أعضاء اتحاد عمال السيارات رسميًا بعد فشل ثلاث شركات متخصصة بصناعة السيارات في ديترويت للتوصل إلى اتفاق مع النقابة، والتي تمثل حوالي 146 ألف عامل في شركات “فورد” و”جنرال موتورز” و”ستيلانتس”، بحلول الموعد النهائي ليلة الخميس الماضي.

وتعتبر أجور العمال إحدى القضايا الرئيسية المطروحة على الطاولة. واقترحت النقابة زيادة في الأجور بنسبة 40% في الساعة على مدى السنوات الأربع المقبلة، وفقا لتقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية واطلعت عليه “العربية.نت”.

ويعتبر هذا الإضراب الأول في تاريخ أميركا الذي يشمل الثلاثة الكبار في وقت واحد.

ومساء الخميس، تحدث بايدن هاتفيا مع فين ورؤساء مجموعات رئيسية لصناعة السيارات لمناقشة المفاوضات الدائرة.

يكسب عامل السيارات العادي في الولايات المتحدة الذي يعمل في خط إنتاج التصنيع حوالي 28 دولارًا في الساعة اعتبارًا من أغسطس، وفقًا لبيانات من مكتب إحصاءات العمل. وهذا يزيد بمقدار دولار واحد عن العام السابق.

وتعتمد أجور عمال صناعة السيارات في الشركات “الثلاث الكبار” على نظام متدرج، تم تقديمه في أعقاب أزمة صناعة السيارات عام 2008، حيث تبدأ التعيينات الأحدث بمعدلات أجور أقل من العمال القدامى.

يكسب العمال من الدرجة الأولى (الذين تم تعيينهم في عام 2007 أو قبل ذلك) متوسط 33 دولارًا في الساعة، وفقًا لتقارير لـ “CBS نيوز”، استنادًا إلى ملخصات العقود الخاصة بالشركات الثلاث الكبرى. يكسب العمال من الطبقة الدنيا (الذين تم تعيينهم بعد عام 2007) ما يصل إلى 17 دولارًا في الساعة.

على الصعيد الوطني، انخفض متوسط الدخل الحقيقي لعمال صناعة السيارات في الساعة بنسبة 19.3%منذ عام 2008، وفقا لبحث أجراه معهد السياسة الاقتصادية ذو الميول اليسارية.

وحذّر رئيس نقابة “عمّال السيارات المتّحدين” في الولايات المتحدة شون فين الأحد من أن الإضراب التاريخي الذي ينفّذ في ثلاثة من مصانع عمالقة السيارات “الثلاثة الكبار” سيتّسع نطاقه إن لم ترفع الشركات عروضها لزيادة الأجور في المفاوضات الجارية حاليا.

في تصريح لشبكة “سي بي إس” قال فين “إن لم نحصل على عروض أفضل بما يلبي احتياجات الأعضاء، سنصعّد التحرك”.

وقال إن “لا أعذار” لدى “جنرال موتورز” و”فورد” و”ستيلانتيس” تبرر عدم حلّها نزاعات الأجور نظرا للأرباح الكبرى التي حقّقتها في السنوات الأخيرة.

وتابع “نحن مستعدون لفعل كل ما يتعين علينا فعله”، مشيرا إلى أن الأعضاء ضاقوا ذرعا.

والإضراب في يومه الثالث، وقد أثار جدلا حادا في واشنطن حول السياسة الاقتصادية للرئيس جو بايدن، وحول ما إذا كان يبذل جهد كاف لحل النزاع في قطاع السيارات.

يشارك نحو 12700 من 150 ألف عامل تمثلهم النقابة في الإضراب، لكن تصريحات فين تشير إلى إمكان توسيع نطاق التحرك الذي تطال تداعياته كل القطاعات الاقتصادية الأميركية.

وقال خبير في سوق السيارات هاشم الفطايرجي، إن إضراب العاملين في قطاع السيارات الأميركي يرجع إلى أن الشركات لم تزد الأجور منذ عام 2008.

وذكر الفطايرجي في مقابلة مع “العربية”، أن هذه الشركات زادت أرباحها بنسبة 30% في السنوات الثلاث الأخيرة منذ عام 2020.

وأفاد الفطايرجي بأن النقابات ترى أن الشركات حققت مكاسب كبيرة، ولكنها لا تنعكس على العامل البسيط.

ويرى أن “فورد موتورز” و”جنرال موتورز” قريبتان من التواصل لاتفاق، بينما “ستيلانتس” تواجه تحديات في ظل أداء سيئ في عام 2023، وهذا يتسبب في ضغط في المفاوضات مع العمال.

كان تقرير قد توقع تأثيرا اقتصاديا كبيرا لهذا الإضراب، وأنه سيبلغ مليارات الدولارات.

وذكرت شركة الاستشارات “أنديرسون إيكونوميك غروب”، أنه في حال توقف نحو 150 ألف عامل من نقابة اتحاد السيارات عن العمل في شركات “جنرال موتورز” و”فورد” و”ستيلانتيس”، فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة اقتصادية تزيد على 5 مليارات دولارات بعد 10 أيام.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *