راقبوا خطواتهم.. هكذا تجسس شبان خيرسون على الروس
بعدما احتفوا واحتفلوا بقدوم قوات بلادهم إلى مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، إثر استعادتها من القوات الروسية، أعرب مئات الأوكرانيين عن ارتياحهم لانتهاء “هذا الفصل المرير من الاحتلال”.
فيما روى بعضهم كيف كان يراقب ويستكشف مقرات الروس لإبلاغ القوات الأوكرانية.
نكتب كل شيء ونرسل
فقد كشف الشاب الموسيقي فولوديمير تيمور (19 عامًا) لوكالة فرانس برس كيف كان “يسير مع أصدقائه في شوارع خيرسون طيلة أشهر من الاحتلال الروسي، ويراقبون كل خطوات الجنود”.
وأوضح قائلاً: “كنا نراقب عن كثب ثم نعود إلى المنزل ونكتب كل شيء، ثم نرسل المعلومات نخفي كل شيء تمامًا – الهواتف والأوراق والملابس وكل شيء”.
إلى ذلك، أكد أنه ورفاقه أبلغوا القوات الأوكرانية “عن كل شيء، سواء مواقع تخزين المعدات والذخائر أو مواقع النوم”.
لتتمكن القوات الأوكرانية بعد ذلك من استخدام تلك الإحداثيات بهدف توجيه ضربات خلال الهجوم المضاد الذي شنته جنوباً.
يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان زار، أمس الاثنين، مدينة خيرسون التي تعتبر أكبر مكسب لقوات بلاده حتى الآن، واتهم القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب قبل أن تفر الأسبوع الماضي. وقال مخاطباً القوات التي وقفت أمام المبنى الإداري في الميدان الرئيسي للمدينة “إننا نمضي قدماً”.
كما شكر زيلينسكي حلف شمال الأطلسي والحلفاء الآخرين على دعمهم المتواصل، لاسيما لجهة إرسال الصواريخ التي أحدثت فرقا كبيراً على الجبهات لصالح كييف.
فيما خرج الآباء والأمهات مع أطفالهم إلى الميدان، وكان بعضهم يدفع عربات الأطفال، والبعض الآخر يلوح بالأعلام الأوكرانية أو يتدثر بها.
انتكاسة كبرى
يشار إلى أن هذا الانسحاب من خيرسون شكل انتكاسة كبرى للجيش الروسي، لاسيما أنها أول مدينة أوكرانية رئيسية سقطت بيده منذ اندلاع النزاع في 24 فبراير الماضي.
كما أنها تشكل مع دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا، الأقاليم الأربعة التي أعلن الكرملين أواخر سبتمبر (2022) ضمها.
كذلك، يحمل موقعها الجغرافي أهمية خاصة، إذ يقع الإقليم على حدود منطقتي دنيبرو بيتروفسك ونيكولاييف، وله حدود برية مع القرم جنوباً، فيما يطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.