توتر بعد محاولة إسرائيليين سرقة أحجار أثرية من الأقصى
شهدت باحات المسجد الأقصى أمس حالة من التوتر والاستنفار إثر اعتداء عناصر الشرطة الإسرائيلية على حراس المسجد واعتقال عدد منهم.
وذكر مدير العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس أن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على حراس المسجد الأقصى بالقرب من «باب المجلس» بعد اعتقالها أربعة منهم خلال تصديهم لمحاولة رجال آثار إسرائيليين سرقة أحجار من باحات المسجد.
وفي سياق متصل أمنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية صباح أمس اقتحام عشرات المستوطنين اليهود لباحات المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت باحات الأقصى من «باب المغاربة» الخاضع لسيطرة الشرطة الإسرائيلية بشكل كامل منذ احتلال القدس عام 1967.
وأضاف أن شرطة الاحتلال أغلقت الباب عند الساعة الحادية عشرة صباحا (بتوقيت القدس)، وذلك بعد اقتحام 52 مستوطنا باحات الأقصى؛ بينهم طلبة وموظفين من دائرة الآثار الإسرائيلية.
وتواصل شرطة الاحتلال حملة ضد موظفي الأوقاف الإسلامية، خاصة الحراس الذين يتصدون للمستوطنين ولأداء طقوسهم التلمودية في المسجد الأقصى، أو خلال التصدي لمحاولات إسرائيلية بالاستيلاء على ممتلكات المسجد، حيث أبعدت واعتقلت عددا منهم خلال الأشهر الأخيرة.
وخلال شهر فبراير الماضي اقتحم ألف و599 إسرائيليا باحات المسجد الأقصى بحماية أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال بينهم 118 إسرائيليا من الجنود وعناصر المخابرات، إضافة إلى 517 يهوديا من فئة الطلاب والمرشدين.
وأبعدت شرطة الاحتلال ثمانية مواطنين فلسطينيين عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومنطقة القصور الأموية لفترات تراوحت ما بين 15 يوما وستة شهور خلال فبراير 2017م. من جهة أخرى أطلقت منظمة ما يسمى بـ«طلاب من أجل الهيكل» مبادرة جديدة لتنظيم احتفالات البلوغ اليهودي في المسجد الأقصى المبارك، بدلا من إقامتها في ساحة وعند حائط البراق المجاور.
ووعدت المنظمة بتنفيذ أول احتفال في الوقت القريب، ولعله سيكون في عيد «الفصح» العبري الذي يوافق يوم الاثنين 10 أبريل وينتهي بتاريخ 17 منه، مشيرة إلى أن عدد من الفتيان وأهاليهم قد تسجلوا بالفعل ووافقوا على الانضمام إلى هذه المبادرة.
وأطلقت المنظمة حملة إعلامية وإعلانية عن المبادرة، دعت فيها المجتمع الإسرائيلي إلى تنظيم «احتفالات البلوغ اليهودي» في المسجد الأقصى.
وذكرت أن الكثيرين اعتادوا على تنظيم مثل هذا الاحتفال في منطقة البراق، لكن الأمر والفرحة الحقيقية لن تتم إلا في «جبل الهيكل»- المسمى الاحتلالي الباطل للأقصى.
وأبدت المنظمة استعدادها للمساعدة لتنظيم هذه الاحتفالات التي تتضمن مرافقة وإرشاد قبل وعند وبعد الدخول إلى الأقصى، ومراسيم تلمودية وأدعية توراتية خاصة عند الدخول إليه، عند باب المغاربة، والنفخ في البوق، وموافقة خلال التجوال الخاص في ساحات المسجد.
وكذلك تصوير كامل ومتكامل للاحتفال من بدايته إلى نهايته، ومن ضمنه خلال المراسيم في الأقصى، وتصوير فوتوغرافي وفيديو بأسعار مخفضة، بالإضافة إلى جولة بالقدس القديمة و«معهد الهيكل» مجانا، وتناول وجبات الطعام فيها بسعر مخفض.
وبحسب منشور وإعلانات موزعة بهذا الخصوص تقول منظمة «طلاب من أجل الهيكل: «هل تريدون الاحتفال بالبلوغ في أقدس موقع للشعب اليهودي؟! نحن العنوان لذلك».
وقال مندوبون عن المنظمة في تصريحات صحفية خلال الأيام الأخيرة: إن الوضع تغير اليوم كثيرا في الأقصى، حيث إن الاقتحامات تتم بشكل مريح، وبأعداد أكثر، وإنه تم تفريغه من «المرابطين والمرابطات»- على حد قولهم، وإن الظروف الميدانية السياسية مواتية لتنفيذ وتنظيم مثل هذه الاحتفالات والمراسيم.