بريطانيا: طرد 23 دبلوماسيا روسيا وتجمد العلاقات الدبلوماسية مع روسيا
قالت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، اليوم الأربعاء، إن بلادها ستقوم بطرد 23 دبلوماسيا روسيا، وذلك في أعقاب تسميم رجل الاستخبارات الروسي السابق، سيرجي سكريبال.
وبحسب ماي، فإن روسيا هي المسؤولة عن حادث التسمم، وأنها ستجمد العلاقات الدبلوماسية معها.
وأشارت ماي إلى أن الحديث عن طرد دبلوماسيين هو الأكبر من نوعه في الـ30 عاما الأخيرة، وأن عليهم مغادرة بريطانيا خلال أسبوع.
وأضافت أنها ستعمل على تفكيك شبكات تجسس روسي، وتجمد الممتلكات التي تشكل تهديدا.
وفي المقابل، هدد السفير الروسي في لندن، ألكسندر ياكوفينكو، بأن موسكو سترد على الإجراءات البريطانية.
وعلى صلة، قال السفير البريطاني في موسكو، اليوم، إنه تحدث عن وقائع حصلت بشأن عملية التسميم مع مسؤولين في الخارجية الروسية.
في المقابل، عبرت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي عن “القلق العميق” من عملية التسميم. وجاء في بيان أن الحديث عن “الهجوم الأول بغاز الأعصاء على أراضي دولة حليفة منذ تشكيل حلف شمال الأطلسي عام 1949”.
وتترأس ماي، اليوم الأربعاء، اجتماعا لمجلس الأمن القومي قبل أن تبت في مسألة فرض عقوبات على روسيا في غياب توضيحات من موسكو حول تسمم رجل الاستخبارات الروسي السابق، سيرجي سكريبال.
ورأت ماي أنه “من المرجح جدا” أن تكون روسيا “مسؤولة” عن حادث التسمم، وأمهلت موسكو حتى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء لتقديم رد أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ولم ترد موسكو قبل انتهاء المهلة، لكن الكرملين قال، اليوم، محذرا أنه “لا يقبل” الاتهامات التي “لا أساس لها” والإنذار الذي وجهته.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي إن “موسكو لا تقبل الاتهامات التي لا أساس لها، والتي لم يتم التحقق منها، ولغة الإنذارات”، مضيفا أن موسكو تدعو لتحكيم العقل.
وكان السفير الروسي في لندن، ألكسندر ياكوفنكو، صرح بعد ظهر أمس، الثلاثاء، أن “روسيا لن ترد على الإنذار” قبل أن “تتسلم عينات من المادة الكيميائية” التي استخدمت.
وبعدما أكد، على غرار وزير الخارجية سيرجي لافروف، “براءة” روسيا، قال إنه اقترح على الحكومة البريطانية فتح “تحقيق مشترك”، وحذر من أن موسكو سترد إذا اتخذت إجراءات ضدها.
وقال سفير روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، الثلاثاء، إنه “يرفض بالكامل الاتهامات التي لا أساس لها” التي تطلقها و”هجماتها الوحشية” و”أكاذيبها”، معتبرا أنها “حرب إعلامية قذرة ضد روسيا”.
من جهتها، يمكن أن تطلب ماي التي تلقى دعم حلفائها الرئيسيين فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الدول التي أدانت بشدة حادث التسمم على الأرض البريطانية، دعم هذه الدول لفرض عقوبات.
وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في بيان إنه إذا ثبتت المسؤولية الروسية “فسيكون الأمر موقفا متهورا جديدا يهدد الأسرة الدولية ويتطلب ردا دوليا”.
وفي اتصال هاتفي، الثلاثاء، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وماي، الثلاثاء، أن على روسيا تقديم أجوبة “لا لبس فيها” في مسألة تسميم جاسوس روسي وابنته. وقال البيت الأبيض إن ترامب وماي “يعتبران أنه لا بد أن تكون هناك عواقب إزاء الذين يستخدمون هذه الأسلحة الشائنة، في خرق فاضح للأعراف الدولية”.
وكان قد عثر على سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في الرابع من آذار/مارس فاقدي الوعي على مقعد في سالسبوري بجنوب غرب إنجلترا. ونقلا إلى المستشفى في حالة “حرجة” بعدما تعرضا لمحاولة قتل حسب السلطات البريطانية التي قالت إن شرطيا تدخل في المكان في حالة خطيرة حاليا.
وصرحت ماي أن سكريبال وابنته هوجما بمادة من العناصر السامة “نوفيتشوك” التي أعدتها روسيا في عهد السوفييت، وتعتبر بالغة الخطورة.
وقالت ماي إن الهجوم قامت به الدولة الروسية أو إن هذه السلطة فقدت سيطرتها على هذه المادة السامة التي وقعت ربما بين أيدي طرف آخر.
وستترأس ماي اجتماع حكومتها، الأربعاء، لدراسة رد الكرملين. وستتحدث بعد ذلك أمام النواب لإعلان القرارات المتخذة.
وكانت ماي حذرت، الإثنين، من أنه “في غياب رد يتمتع بالصدقية، من قبل موسكو، سنستنتج أن هذا العمل يشكل استخداما غير مشروع للقوة من قبل الدولة الروسية ضد المملكة المتحدة”. وأضافت “سأعود عندئذ إلى مجلس العموم وسأقدم الإجراءات المتنوعة التي سنتخذها ردا على ذلك”.
وأشارت ماي إلى العقوبات التي اتخذت ضد مواطنين روس بعد قضية ليتفيننكو، رجل الاستخبارات الروسي السابق الذي تم تسميمه بمادة البولونيوم-210 وتوفي في لندن في 2006. وقالت إنها “مستعدة” لاتخاذ إجراءات “أكثر أهمية”.
كما أشارت إلى وجود قوات بريطانية متمركزة في أستونيا في إطار انتشار لحلف شمال الأطلسي.
ومن الإجراءات الممكنة الأخرى مقاطعة دبلوماسية للمونديال في روسيا أو نسخة بريطانية من “قانون مانييتسكي” الأميركي الذي يحمل اسم ناشط في مكافحة الفساد في روسيا، من أجل مصادرة ممتلكات الأشخاص الذين ينتهكون حقوق الإنسان.
وكانت الهيئة المنظم لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة البريطانية قد ذكرت، الإثنين، أنها ستنتظر نتائج اجتماع الأربعاء قبل النظر في الترخيص الممنوح لشبكة “روسيا اليوم”، معتبرا أنها أداة دعاية موالية للكرملين.
وحذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الثلاثاء، من أنه لن يسمح لأي وسيلة إعلام بريطانية من العمل في روسيا في حال إغلاق محطة “روسيا اليوم” في بريطانيا.
ويأتي التوتر في العلاقات بين بريطانيا وروسيا قبل أيام على الانتخابات الرئاسية في روسيا التي ستجري الأحد، ويرجح فوز الرئيس فلاديمير بوتين فيها.