امريكا: نزاع قضائي بين مواطنة أمريكية ووكالة ناسا حول ملكية “غبار مصدره القمر”
نزاع قضائي بين مواطنة أمريكية ووكالة الفضاء ناسا يثير الجدل مجددا حول ملكية المواد التي يكون مصدرها الفضاء الخارجي. إذ تعتبر ناسا أن كل ما جلبه رواد الفضاء من القمر هو ملكية للحكومة الأمريكية، ما يتعارض مع القانون الدولي الخاص بالفضاء والذي كانت الولايات المتحدة سباقة إلى توقيعه والمصادقة عليه في 1967.
رفعت مواطنة أمريكية تنحدر من ولاية تينيسي (جنوب شرق) دعوى قضائية ضد وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا، للحصول على حقوق ملكية حفنة من الغبار القمري حصلت عليه من والديها وكان هدية من رائد الفضاء الأمريكي الشهير نيل آرمسترونغ.
وتؤكد لورا موراي سيكو أن رائد الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونغ، وهو أول إنسان وطأت قدماه سطح القمر في 21 تموز/يوليو 1969، قد أهدى والدها تلك العينة القمرية في قارورة مخبرية في سنة 1972، أي ثلاث سنوات بعد رحلة أبولو 11، وكان عمرها آنذاك 10 سنوات.
هدية من القمر!
ولقد أضاعت لورا أثر تلك الهدية الفريدة من نوعها، لكنها عثرت عليها لاحقا بعد وفاة والديها في علية المنزل بين أمتعة والدتها. وقالت في هذا الشأن “حين فتحتها عرفتها فورا… وقلت إنها هي” وتابعت “سألني زوجي كريس ما هذا؟ فأجبته: هذا غبار من القمر”.
وقد حصلت لورا أيضا على هدية أخرى من والدتها وهي عبارة عن بطاقة العمل الخاصة بوالدها وهي موقعة من رائد الفضاء الأمريكي الشهير. فقد كان والدها توم موراي صديق آرمسترونغ من أيام الدراسة. وصرحت لورا لقناة سي بي إس نيوز الأمريكية “لقد أعطتني أمي بطاقة العمل الخاصة بأبي، وقالت لي: اقلبيها، وعلى ظهر البطاقة توقيع نيل آرمسترونغ”.
ونص التوقيع كما تظهره صورة نشرها محاميها كريستوفر ماك هوغ على الإنترنت مرفقة مع ملف القضية المقدمة إلى محكمة مقاطعة كنساس “إلى لورا آن موراي – حظا سعيدا – نيل آرمسترونغ أبولو11”.
وبحسب ما نشرته قناة سي بي إس نيوز، فقد أثبتت التحاليل المخبرية أن التوقيع هو فعلا توقيع رائد الفضاء آرمسترونغ.
ما يأتي من القمر ملك للحكومة الأمريكية!
وخلال سعيها للتأكد من كون تلك العينة فعلا من القمر، اكتشفت لورا أن وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا تعتبر أن كل ما عثر عليه روادها وتم جلبه من القمر يؤول إلى ملكية الحكومة الأمريكية.
ولإثبات أحقيتها في حيازة الغبار القمري وكلت المواطنة الأمريكية المحامي كريستوفر ماك هوغ للدفاع عنها أمام وكالة ناسا. وفي هذا الشأن، قال المحامي ماك هوغ “لا أريد أن تكون في وضع يجعلها تشعر بأنها مجبرة على الاختباء… خوفا من أن يطرق أعوان وكالة ناسا باب منزلها”.
ولم يستبعد محامي لورا سيكو أن يكون الغبار القمري مصدره بذلة رائد الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونغ. ويبدو أن هذا الدليل كان محفزا كافيا لتبنيه قضية لورا في نزاعها القضائي مع ناسا حول ملكية العينة محل النزاع، وإعلانها مالكا شرعيا للغبار القمري، بحسب ما نقلته قناة سي بي إس نيوز.
في المقابل، تحدث المؤرخ روبرت بيرلمان المتخصص في الفضاء، في تصريح لقناة سي بي سي، عن وجود احتمال ضئيل في أن تكون العينة التي بحوزة لورا سيكو من القمر فعلا. فهو يرى أن رائد الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونغ كان يعرف جيدا أنه لا يحق له حيازة عينات جلبها من القمر ولا تقديمها هدية لأي شخص. وأضاف بيرلمان “على حد علمنا، لم يقدم (آرمسترونغ) أبدا غبارا من القمر لأبنائه” أو حتى لزوجته الأولى والثانية أو أحد من معاونيه.
لكن بعض نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على العينة لم تستبعد كونها غبارا قمريا، بينما أشارت نتائج أخرى إلى تطابقها مع غبار الأرض.