الصفعات التي تلقتها جبهة البوليساريو الارهابية بفضل السياسة الخارجية المغربية الناجحة
ضربة تلو الاخرى هي التي تتلقاها الجمهورية الوهمية ومن يقف خلفهم فبعد شهور قليلة من العودة المظفرة للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والى أسرته المؤسساتية، وهي عودة طبيعية للأمور تحمل في طياتها فرصة تاريخية لإعطاء دفعة جديدة لهذا التجمع الإقليمي، لا سيما في المجالات الاستراتيجية والحكامة الجيدة والتنمية المستدامة والدمقرطة، حيث ضمن المغرب ايضا تحييد هذا الميان الذي كالما وقف في صف المرتزقة و صانعيهم.
وبعدها الصفعة التي أتت بعد الزيارة الخاصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى «كوبا»، التي لقيت اهتماما دوليا خاصا، فرغم أنها عطلة للاستراحة، إلا أنها ولدت توقعات لدى كثيرين، بأن يتلوها اختراق دبلوماسي لهذا البلد، الذي قطعت المملكة العلاقات الدبلوماسية معه، على خلفية مواقفه العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة، ودعمه للانفصاليين بالسلاح والتدريب وتوفيره الدراسة واللجوء للكثير منهم، فقد كشفت وسائل إعلام لاتينية وإسبانية، أن السلطات الكوبية اتخذت الاحتياطات اللازمة لتأمين الزيارة الخاصة التي قام بها جلالة الملك، وأفراد أسرته.
وتاريخيا تعتبر كوبا البلد الثاني الأكثر أهمية بالنسبة للبوليساريو، إذا كانت الجزائر قد ساهمت بالدعم المالي والسياسي، فقد وفرت كوبا للبوليساريو تكوين آلاف من الشباب في مختلف القطاعات الإدارية والطبية والحربية. ولا يمكن فهم استمرار البوليساريو في مخيمات تندوف بدون هذا الدعم اللوجيستي الذي قدمته كوبا.
في الوقت ذاته، تعتبر كوبا الدولة التي ساهمت في نشر هذا النزاع في مجموع أمريكا اللاتينية واستقطاب الدعم السياسي والدبلوماسي وسلسلة الاعترافات التي حظيت به الجمهورية الوهمية، وقد نتجت عن هذه الزيارة عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين ووقع سفيرا المغرب وكوبا في الأمم المتحدة، عمر هلال وأنايانسي رودريغيز كاميخو، في نيويورك “اتفاقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية” بين البلدين “على مستوى السفراء”، وهذا ما يجعل الجمهورية الوهمية ومن معها ترتعد خوفا بالرغم من ادعائها في أول رد منها، على إعادة العلاقات المغربية الكوبية، عن طريق منصور عمر، القيادي في الجبهة الارهابية، على أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا هي مسألة عادية ولن تؤثر على علاقات الدولة الكوبية بالبوليساريو، ولكن هذا في الظاهر اما في الحقيقة فهي تعلم ان كوبا قد تغير موقفها من النزاع المفتعل في اي لحظة وقد يتسبب في خسارة حليف (ليس اي حليف فهو من كبار حلفائهم بعد جنوب افريقيا) اخر في اي وقت كما ان كل من فرنسا واسبانيا وبعض الدول كانت قد رحبت بعودة العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت عقود، وجدير بالذكر أن المغرب كان قد قطع علاقاته بكوبا يوم 22 أبريل 1980 بعدما اعترف نظام فيدل كاسترو وقتها بالبوليساريو دولة.
وفيما يخص الصفعة الثالثة و هي ليست الاخيرة في انتظار باقي الصفعات، فتتجلى في اجبارها من قبل الامم المتحدة على الانسحاب الفوري من منطقة الكركارات والعودة الى جمهورية الخيام البالية بتندوف وذلك وفق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، امس الجمعة 28 أبريل2017 ذو الرقم 2351، أكدت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة أنها “أخذت علما بالمقترح المغربي المقدم، في 11 أبريل 2007، إلى الأمين العام، وترحب بالجهود الجدية وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للمضي قدما في عملية تسوية (نزاع الصحراء)”. كما مددت بإجماع كافة أعضائه، لسنة واحدة مهمة بعثة المينورسو إلى غاية 30 أبريل 2018، وكرس، مرة أخرى، تفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء، واصفا ب”الجدية” و”ذات المصداقية”، و من جانب آخر كررت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة، دعوتها إلى ضرورة “تسجيل” سكان مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، مشددة على “ضرورة بذل جهود في هذا الصدد”، وهذا ما يجسده التوتر الحاصل للسفير الجزائري عندما طرح عليه احد الصحفيين سؤال حول احصاء سكان تيندوف كما تبين الصورة أدناه
وقد تهرب من مسألة الاحصاء و اجاب بطريقة غريبة من خلال قوله “اسألوا مفوضية اللاجئين” و الارتباك واضح عليه، وهذا ان دل على شيئ فإنه يدل على حالة التخبط والانهزامية التي يعيشها التنظيم ومن معه بعد هذه الهزيمة والصفعات، وهذا ما يظهر من التصريح الصدأ لقيادة الجبهة أمام اعلامهم و عصابتهم انها اراضي محررة و لن يخرجوا منها الى الابد و امام الامم المتحدة انها اراضي عازلة، فلو كانت اراضي محررة كما يدعون لماذا قاموا بعملية اخلاء المرتزقة من النقاط التي تمركزو فيها بالكركارات بعد اول طلب من الامم المتحدة؟.