جهاز التنسيق لتحليل التهديدات البلجيكي: السلفية تزيح الإسلام المعتدل في بلجيكا
اصدر مؤخرا جهاز التنسيق لتحليل التهديدات ( OCAD Orgaan voor de Coördinatie en de Analyse van de Dreiging ) تقريرا خطيرا حول التغييرالحاصل في التدين عند كثير من المسلمين في بلجيكا .
“السلفية الوهابية تتقدم في بلدنا. كما يلاحظ تصاعد مضطرد في عدد المساجد والمراكز الإسلامية الواقعة تحت تأثير هذا الشكل المتطرف من الإسلام”. هذه هي النتيجة التي توصل إليها جهاز التنسيق لتحليل التهديدات (OCAD) في تقرير صدر له مؤخرا.
الوهابية، هذا الجهاز التبشيري السلفي، تحكم قبضتها على عدد متزايد من المساجد. “وفي الوقت نفسه نرى تصاعدا في عدد أئمة المساجد النظامية الذين بدؤوا في التحول التدريجي إلى سلفيين ومنهم من أصبحوا سلفيين فعلا”. هذه واحدة من النتائج المثيرة للقلق في تقرير(OCAD) حول تأثير السلفية في بلجيكا وأوروبا.
جهاز (OCAD) معروف عند الجمهور العريض باعتباره الهيأة التي تحدد درجة التهديد في بلجيكا عندما يتعلق الأمر بهجوم إرهابي. وهو بجانب ذلك يقدم للسلطات السياسية وأجهزة الأمن المختلفة التقييمات الاستراتيجية للتهديدات الإرهابية والمتطرفة في بلجيكا. والتقرير الأخير حول الإسلام السلفي يدخل في إطار هذه المهمة.
والوهابية التي يحذر منها (OCAD)هي تيار داخل الإسلام مدعم من قبل المملكة العربية السعودية يهدف بالأساس إلى الرجوع إلى الإسلام (النقي). والوهابيين يعتبرون كل الاجتهادات العقدية والفقهية في الإسلام التي ظهرت ما بعد سنة 661 هي اجتهادات مرفوضة. وهم يعتقدون بأنه ليس الإسلام هو الذي يجب أن يتماشى مع العصر، بل الحداثة هي التي يجب أن تتكيف (حسب رؤيتهم) مع الإسلام.
إن الوهابية، مدعمة بالمال السعودي، منهمكة ومنذ سنوات طويلة في عملية تبشير عالمية. وفي هذا الإطار يؤكد (OCAD) بأن الجهاز التبشيري الوهابي القوي نجح من خلال “عقلية متزمتة وإطار فكري متعصب في جعل المسلمين في الغرب يعادون المبادئ والقيم الأوروبية باعتبارها متناقضة مع القرآن”. فعلا يتعلق الأمر هنا بأقلية، ولكنها أقلية ليس من الحكمة التقليل من شأنها. إن إسلام الوهابية أحادي الأبعاد، كما يقول التقرير، يتوسع في الانتشار في كل العالم الإسلامي، وحتى داخل الأقليات المسلمة في الغرب. وحسب (OCAD) يعتبر كثير من المسلمين السنة المبادئ الوهابية هي المعيار اليوم.
المنح الدراسية
في بلجيكا يقوم الوهابيون من خلال قنوات مختلفة بعملية جد نشيطة في تحويل المسلمين العاديين الى معتنقين للوهابية السلفية. السلطات السعودية تقوم بتقديم منح دراسية للمسلمين من جميع أنحاء العالم، لتجنيدهم فيما بعد في جهازها التبشيري. أئمة وهابيون يقومون بالوعظ بانتظام داخل المساجد البلجيكية. كما أن هناك تزايد في عدد المساجد الوهابية المتشددة، خاصة في مدن بروكسل، أنتويربن وميخلن. هذا إلى جانب قنوات تلفزيونية وهابية خاصة ووسائط متعددة أخرى تركز أكثر فأكثر على أوروبا. يتعلق الأمر فعلا بأقلية، لكن (OCAD) يحذر: “إن الإمام المعتدل الصغير في مسجده غير مهيء لمواجهة كل هذا العنف الإعلامي”.
(OCAD) يلاحظ نتائج هذا التبشير هنا في بلجيكا على أرض الواقع. “معظم المكتبات الإسلامية في بلجيكا ومتاجرها على الإنترنت لا تقدم تقريبا إلا المطبوعات الوهابية والسلفية، باللغة العربية أو مترجمة”. وفي المعرض الإسلامي السنوي (Foire Musulmane) في بروكسل لا تعثر، حسب (OCAD)، إلا على منشورات مستوحاة من من الفكر الوهابي.
والسؤال المطروح اين المجلس العلمي المغربي من هذه التطورات في بلجيكا وباقي الدول الاوربية؟