الجزائر في ظل الازمة الاقتصادية والسياسية إلى أين

إلى أين تتجه الجزائر؟ سؤال يقلق معظم الجزائريين، في ظل حالة عدم اليقين بشأن مصير البلاد، وغياب رئيس مقعد وعاجز عن أداء مهامه، ووسط محيط إقليمي مضطرب وواقع اقتصادي على شفا أزمة حادة، بسبب تهاوي أسعار البترول في الأسواق العالمية، رغم التفائل إلا أن الحكومة الجزائرية تلقت صدمة قوية إثر مواصلة سعر النفط تدحرجه، ممّا أضرّ باقتصادها حيث تعتمد البلاد بنسبة 97 بالمائة من صادراتها على المحروقات، كما تعد هذه الثروات الطبيعية مصدرا للموازنة العامة بنسبة 60 بالمائة، وبالتالي إرباك حسابات حكومة عبد المالك سلال.

وحمل الواقع الجديد رئيس الجمهورية للاعتراف شخصيا بالأزمة و قبله كان مدير ديوان الرئاسة احمد اويحي بقبعته الحزبية يصارح نواب حزبه أن أسعار البترول تسير نحو الهاوية، مطالبا مناضليه بمصارحة الشعب، بعدما أجمعت تخمينات الخبراء بأن الحركة التنازلية لأسعار النفط مستمرة وغير قابلة للاستقرار.

وفعلا هذا ما أدى إلى إعلان الرئيس الجزائري المفقود عبد العزيز بوتفليقة، الجمعة الماضية، المواطنين إلى “الصمود والتقشف” أمام الأزمة الاقتصادية الحالية الناتجة عن انهيار أسعار النفط في السوق الدولية والذي يعد أهم مورد للموازنة في البلاد.

جاء ذلك في رسالة من بوتفليقة للجزائريين بمناسبة الذكرى الـ61 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين كبرى نقابات البلاد عام 1956 وتأميم قطاع النفط سنة 1971 عن السيادة الفرنسية والموافق ليوم 24 فبراير من كل سنة.

وقال الرئيس الجزائري “أردت بهذا أن أوصل إليكم نداء إلى الأمل في قدرات الجزائر. نداء إلى الصمود أمام أمواج الأزمة المالية الحالية. نداء إلى التمعن في تضحيات أسلافنا لكي نخرج مرة أخرى منتصرين من أوضاعنا المالية الصعبة حاليا”.

وتعاني الجزائر منذ سنتين ونصف من أزمة اقتصادية جراء تراجع مداخيل البلاد من النقد الأجنبي بسبب انهيار أسعار النفط، وتقول السلطات إنها فقدت أكثر من نصف مداخليها التي قفزت نزولاً من 60 مليار دولار عام 2014، إلى 27.5 مليار دولار نهاية 2016.

ومع مرور الأيام، تبين فشل رهان الحكومة في مواجهة الأزمة المالية، بعد الانهيارات المتتالية لأسعار النفط في السوق الدولية، وما صاحبها من هزات مخيفة بنفس درجات الخطورة على الجزائر واقتصادها، فهذه الانهيارات خذلت مخططات الحكومة وجعلتها أمام واقع لا خيار لها فيه سوى إستراتيجية للتقشف.

ولمواجهة هذا الوضع أقرت السلطات الجزائرية منذ 2015 قوانين موازنة تضمن تدابير سميت رسميا “ترشيدا للنفقات”، وشعبيا “إجراءات تقشف” في شكل زيادات في الضرائب، وتقليص أموال الدعم الموجهة للصحة والإسكان ومواد استهلاكية أساسية (بنزين، دقيق الخبز، زيوت غذائية….)، في محاولة لتقليل حدة عجز الموازنة.

أما المشكل الثاني فيتمثل في الغياب الطويل للرئيس الجزائري عن المشهد السياسي في البلاد نتيجة تضارب الاخبار عن حالة الرئيس المقعد والمريض الذي انهكته الامراض وفي ظل التكتم الذي يضرب على حالته الصحية،

وذلك منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013، أصبح بوتفليقة مقعَداً على كرسي متحرك ويجد صعوبة في الكلام،  وبرجوعنا لحالته فقد اسالت العديد من وسائل الاعلام وجرائدها الكثير من الحبر عليها خاصة بعد اعتذاره منذ أيام عن استقباله للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في الجزائر والتي كانت مقررة أمس الاثنين بداعي إصابته بـ”التهاب حاد في الشعب الهوائية” حسب بلاغ خارجية البلاد، وهذا ما ادى بالمستشارة الالمانية بالاكتفاء بزيارة كل من تونس ومصر بحر هذا الاسبوع او الاسبوع القادم، في حين أن العديد من ابناء الجزائر وغيرهم من المتتبعين يشككون في هذا العذر، ويسؤلون عن من يحكم الجزائر في ظل وجود أنباء عن كون اخيه سعيد بوتفليقة هو من يسير البلاد باسم أخيه، وهذا من منطلق كون الرئيس غير مؤهل بتاتا لتسيير نفسه ما بال تسيير دولة بحجم الحزائر، هذا فقد انتشرت  مقولة شعبية بين الجزائريين الساخطين والمعارضين على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك عندما يودّون التعبير عن نهاية دور شخص معين، أو عن عدم رضاهم على استمراره في أداء المهمة الموكلة إليه بسبب ضعف في الأداء أو المرض، أو حتى الشيخوخة يقولون بأنه شخص «طاب جنانو»، بمعنى أنه شخص لا فائدة من استمراره، نظرا إلى وضعه الصحي الذي لا يسمح بقيادة البلاد، بل أكثر من ذلك وفق بعض معارضيه لم يقدم شيئا للجزائر وفي نفس السياق يتساؤل العديد من الاشخاص  في السياق نفسه «لماذا يُطلب منا في ملفات التوظيف، شهادة صدرية وعامة، وإن كان في أبسط الوظائف يجب أن تكون بصحة جيدة، حتى ولو تعلق الأمر بحارس ليلي أو بستاني؟ قبل أن يجيبو «نعم لا تستطيع أن تكون زبالا ولا تستطيع أن تكون بستانيا إن لم تكن قادرا على الحركة، لا تستطيع أن تكون نادلا في مقهى إن لم تكن قادرا على حمل كأس القهوة .. لكن تستطيع إن كنت مقعدا وعاجزا أن تكون رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

مكتب التحرير

4 Comments

  • للاسف ما تزال الجزائر متخلفة بفضل جنرالاتها الذين هنهن فقط هو ارصدتهم في الخارج وكل شيء يقع يصورنه ان المغرب هو السبب من اجل الهاء الشعب المسكين الابله اين ما صرف على البوزبال ذهب ادراج الرياح كان الاولى ان تساهم في صرفها على الشعب بدل المرتزقة

  • موضوع رائع وضعت يدك على الجرح اعتقد ان الكثير من الجزائريين لن يعجبهم الامر ولكن هذه الحقيقة انا جزائري مقيم بالمهجر وساخط عن اوضاع بلدي

  • نحمد الله على نعمة الامان كل هذا بحنكة ودهاء أمير المؤمنين ولا عزاء للحاقدين اومنى الافضل لاخواني الجزائريين والله انا احبهم فهم اخواننا لولا جنرالاتهم الحثالة الذين نهبوا اموال اخواننا

  • مقال ممتاز شكرا على كل مراسلي هذا الموقع الجميل والغني الذي اتصفحه يوميا اتمنى ان يستمر على نفس المنوال اتمنى ان تقبلوني من العائلة كوني اتابع كل جديدكم باستمرار بالتوفيق اتمنى لكم الاستمرارية

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *